عاجلمقالات

خالد أبو الروس يكتب: في 9 مارس تحية إلى أستاذ الأجيال

 

في 9 مارس 1932 تقدم أحمد لطفي السيد مدير الجامعة المصرية باستقالته من منصبه احتجاجا على قرار وزير المعارف “التعليم” بفصل الدكتور طه حسين من الجامعة دون موافقته أو أخذ رأي الجامعة.
في مثل هذا اليوم وقف أستاذ الأجيال الدكتور أحمد لطفي السيد مع تلميذه الدكتور طه حسين ضد قرار السرايا بفصل عميد الأدب العربي من الجامعة، بسبب كتابه ” في الشعر الجاهلي ” انتصار أستاذ الأجيال لحرية الفكر وإلى مبادئ كان يؤمن بها.
أصدر الدكتور طه حسين (1889-1973) كتابه المثير للجدل “في الشعر الجاهلي” سنة 1926، جاء في كتابه أن الأدب العربي في الخمسين سنة الأخيرة، قد انحدر وأصابه المسخ والتشويه بسبب مجموعة احتكرت اللغة العربية وآدابها بحكم القانون، وهذا أمر ليس خليقًا بأمة كالأمة المصرية، كانت منذ عرفها التاريخ ملجأ الأدب وموئل الحضارة، عصمت الأدب اليوناني من الضياع، وحمت الأدب العربي من سطوة العجمة وبأس الترك والتتار.
مما لا شك فيه أن موقف أستاذ الأجيال في هذه القضية يحدد على مدار الزمان أن حرية الفكر والتعبير أمرا مهما للشخص، فلا يجب أن ينادي الإنسان بالحرية لنفسه ولا يعطيها إلى الآخرين.
انتشر في هذا الزمان بعض أصحاب الفكر الوحد الذي لا يسمعوا صوتاً غير صوتهم بسبب تضخم الذات عندهم ، وأصبحوا هم أصحاب الحقيقة والفكر وهم المثقفين، وهم أيضا أصحاب المعرفة في الادب والسياسية والاقتصاد
..إلخ.
ومن الواضح أن هؤلاء لم يعرفوا شيئا عن أزمة 9 مارس التي وقف فيها الدكتور أحمد لطفي في وجه السرايا ووزير المعارف آن ذاك، بل والأزهر ومشايخه وتزايد الضغط عليه من أجل فصل الدكتور طه حسين من الجامعة ويرفض هو ، ويتقدم باستقالته كمدير للجامعة من أجل الدفاع عن رأي ربما كان ضده ولكن انتصر لحرية الفكر.
إننا نحتاج إلى مثل هؤلاء العظماء أمثال الدكتور لطفي من أجل عودة مصر إلى الريادة الثقافية والتعليمية والاجتماعية لتعود لنا مصر التي نعرفها.
في 9 مارس من كل عام نترحم على أستاذ الأجيال أحمد لطفي السيد والدكتور طه حسين الذي كتب دون خوف من خفافيش الظلام وأبدع وأخرج لنا كتاب “في الشعر الجاهلي” و “الفتنة الكبرى” وغيره من الكتب التي لمست الموضوعات الشائكة التي يخشى البعض الدخول فيها.
تحية إجلالًا وتقديرًا للدكتور لطفي السيد والدكتور طه حسين.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى