حول الخليجعاجل

هل تغادر قوات التحالف الدولي العراق؟

 تقرير: أحمد حسان

الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 كان البداية لأن تطأ قدم أمريكا أرض العراق بعد أن قاموا بغزو العراق بمزاعم لا أساس لها من الصحة، حيث كانت الذريعة المعلنة لأمريكا وحلفائها هي نزع أسلحة الدمار الشامل لكن الباطن هو الانتقام من صدام حسين وتدمير قوة العراق والسيطرة على النفط.

بلغت قوات التحالف الذي شكلته أمريكا لكي تضفي شرعية لغزو العراق 177,194 جنديا إلى خلال مرحلة الغزو الأولى التي استمرت من 19 آذار/مارس إلى 1 أيار/مايو 2003.

وصل حوالي 130,000 من الولايات المتحدة وحدها، مع حوالي 45,000 جندي بريطاني، و2،000 جندي أسترالي، و194 جنديا بولنديا. وشارك 36 بلدا آخر في الفترة التي أعقبته.

واستعدادا للغزو، تجمع 100,000 جندي أمريكي في الكويت بحلول 18 شباط/فبراير، كما تلقت قوات التحالف الدعم من البشمركة في إقليم كردستان، وفقًا للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.

دعوات لخروج قوات التحالف الدولي من العراق 

بعد انتهاء الحرب سادت الفوضى في العراق والتناحر العشائري والمذهبي وخلفت الحرب الكثير من القتلى بين أبناء الشعب العراقي وكان على القوات الأمريكية أن تظل في العراق لتثبت أركان عملائها في الحكم.

استمرت قوات الاحتلال لسنوات حتى خرج عدد من قوات الاحتلال عام 2011 وتوالى خروج عدد من قوات الاحتلال في سنوات تالية لكن لا يمكن لأمريكا أن تترك العراق للعراقيين فاحتفظت بقوات لا تزال موجودة في العراق وأقامت لها قواعد بالعراق، وفي الآونة الأخيرة ظهرت أصوات تطالب بخروج القوات الأمريكية من أرض العراق الأمر الذي يجعل القائمين على الحكم في حرج بالرغم من أنه يمكن أن تكون لديهم نفس القناعة أو يخشون من انفجار داخلي إذا خرجت تلك القوات بالرغم من أنها لا تلعب دوراً في حفظ الأمن في العراق.

رد الرئيس العراقي وحكومته على خروج قوات التحالف الدولي من العراق 

الرئيس العراقى عبد اللطيف رشيد قال إن خروج القوات الدولية أو بقاءها فى البلاد قرار تتخذه الحكومة بالتنسيق مع الأحزاب السياسية والبرلمان.

أضاف في تصريحات لقناة العربية الحدث قوله “إن تركيزنا الآن ينصب على تثبيت الأمن والاستقرار في البلاد حيث أن تحقيق الأمن والاستقرار ضروري لنتمكن من العودة للمجتمع الدولي” ، لافتا إلى أن التواجد الأمريكي وقوات التحالف تم بالاتفاق مع الحكومة ، وخروج القوات الدولية أو بقاؤها قرار تتخذه الحكومة بالتنسيق مع الأحزاب السياسية والبرلمان.

الرئيس العراقي
الرئيس العراقي

أضاف أننا بدأنا اتصالاتنا بشأن خروج قوات التحالف الدولي من العراق، منوها بأن تواجد قوات التحالف الدولي في العراق مرتبط بداعش الذي أصبح خطره أقل بكثير من السابق ، لذلك المناقشات مستمرة بشأن خروج قوات التحالف الدولي وأنا متفائل باتفاق قريب.

وتابع الرئيس أن علاقتنا الآن جيدة مع دول الجوار والمجتمع الدولي ، ونريد علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية مع أمريكا فلا نستطيع تجاهل العلاقات مع دولة قوية بحجم الولايات المتحدة .

وأردف رشيد “نحن ضد الخروقات الأمنية في العراق من قبل أي طرف ، ونرفض استغلال الأراضي العراقية ضد أي دولة ، فقد عانينا من التدخلات الخارجية التي أثرت سلبا على البلاد ، لذلك الحكومة جادة في تهدئة الأوضاع والتوصل لاتفاق مع كل الأطراف السياسية والأمنية”.

وأكد رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عبد الأمير يار الله، على استمرار اجتماعات اللجنة العسكرية العليا لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.

رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عبد الأمير يار الله
رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عبد الأمير يار الله

وقال رئيس الوزراء العراقي الذي يترأس اللجنة، وفقا لما أوردته قناة “العراقية الإخبارية” – إن “اجتماعا سيعقد كل 15 يوما”، مبينا أن “الاجتماعات تسير بشكل سلس وصولا إلى ملف تحديد التوقيتات الزمنية لإنهاء مهمة التحالف في العراق”.

وأوضح -بحسب قوله- أن “التحالف الدولي تقتصر مهامه الآن على الإسناد الجوي ولا توجد لديه أية قوات عسكرية على الأرض”، لافتا إلى أن “لنقاش مع التحالف يركز على الجانبين الجوي والاستخباري”، مؤكدا أن “القوات البرية العراقية قادرة على أداء المهام ولا تحتاج لأية قوات لدعمها أو إسنادها”.

رد المبعوث الأمريكي للتحالف الدولى لمحاربة (داعش) على خروج القوات من العراق 

أما المبعوث الأمريكى للتحالف الدولى لمحاربة (داعش) إيان مكاري، قال إنه ليس هناك خطة حاليا لانسحاب القوات من العراق.

ولفت في مقابلة مع قناة (الحرة) الأمريكية أوردتها الجمعة الماضية- أن العراق دولة مؤسسة للتحالف الدولي وهي تلعب دور قيادي فيه، مشددا على أن التحالف يستفيد من التجربة العراقية في استهداف التنظيم.

رد المبعوث الأمريكي للتحالف الدولى لمحاربة (داعش) على خروج القوات من العراق
رد المبعوث الأمريكي للتحالف الدولى لمحاربة (داعش) على خروج القوات من العراق

وأكد أن هناك مباحثات ثنائية مع العراق من أجل وضع إطار دائم لتعاون أمني بين الدولتين، لافتا إلى أن قوات التحالف تقوم بتوفير التعاون التقني مع العراقيين ودور التحالف في العراق هو دور داعم، مشددا على أن “القوات العراقية لها قدرات متقدمة جدا في محاربة عناصر التنظيم”.

وفيما يخص سوريا، أوضح مكاري أنه لا يوجد تعاون مع النظام السورى ولا توجد اتصالات دبلوماسية معه، مؤكدا “لا يزال يوجد في سوريا عناصر من داعش ونعمل على مواجهتها”.

وكشف أن هناك جهودا مشتركة للتحالف مع دول أفريقية لهزيمة ومنع انتشار التنظيم في القارة السمراء، موضحا أن التحالف يعمل على توفير المساعدات التقنية وبناء القدرات للدول الأفريقية لمنع امتداد (داعش).

ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أمريكي بينما ينتشر في سوريا حوالي 900 جندي أمريكي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.

القراءة المتأنية سواء لتصريحات المسؤولين العراقيين أو المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي تشير بل وتؤكد أن قوات التحالف الدولي الموجودة ستظل باقية في العراق وبالرغم من ذلك نتمنى أن يكون ذلك الاستنتاج غير صحيح وهم على صواب.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى