عاجلنحن والغرب

بايدن أو ترامب.. الاختيار الأصعب

“خاص- الوسط العربي”

باحثتان مسلمتان أمريكيتان: بايدن يتجاهل العرب والمسلمين ولا يعتبرهم بشرا

مجلة “نيو ريببلك”: ترامب أسوأ وأكثر استيعابا للعناصر المتطرفة فى حكومة نتنياهو
موقع “فوكس” الأمريكى: سياسات إدارة ترامب هدايا لليمين الإسرائيلي

 

مع اقتراب حسم الحزب الجمهوري للمرشح الذى سيواجه الرئيس الحالي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة في نوفمبر القادم، والذي سيكون على الأغلب الرئيس السابق دونالد ترامب، كثرت التساؤلات عن أيهما أسوأ للعرب والمسلمين وللقضية الفلسطينية هل دونالد ترامب الرئيس السابق المعروف بتأييده للتطرف الإسرائيلي ومواقفه المعادية للعرب والمسلمين؟ أم الرئيس الحالي جو بايدن الذي اتخذ مواقف مؤيدة للمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة على مدى الأشهر الماضية؟

تأثير العرب والمسلمون بأمريكا على الانتخابات الرئاسية؟

بايدن أكد دعمه لدولة الاحتلال بطرق مختلفة، حيث سافر إلى تل أبيب، وزوّد الجيش الإسرائيلى بكميّات ضخمة من السلاح، ورفض الدعوة علنا إلى وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، واستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرارات الأمم المتحدة فى مناسبات متعددة، وهو ما دفع العرب والمسلمين الأمريكيين إلى اتخاذ قرار بالامتناع عن التصويت لبايدن، حتى أن مجموعة من المنظمات المسلمة الأمريكية بعثت برسالة واضحة لبايدن تقول فيها إنها لن تصوت له إلا إذا فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل.

تأثير العرب والمسلمون بأمريكا على الانتخابات الرئاسية؟

عقب ذلك، حاولت إدارة بايدن أن تُظهر بعض التوازن في سياستها إزاء إسرائيل والفلسطينيين، فأعلنت عن مساعدات إضافية لغزة وسعت لإقناع إسرائيل بالسماح بهدن إنسانية، كما أعربت إدارة بايدن بوضوح عن رفضها لإعادة إسرائيل احتلال قطاع غزة أو حصاره، أو إجبار الفلسطينيين على النزوح الجماعى منه.

على الرغم من هذه الخطوات، قال أكاديميون ونشطاء وشخصيات فى المجتمع الأمريكي ومسئولون فى الإدارة إن العديد من العرب الأمريكيين يشعرون بالاستياء من أن بايدن لم يضغط من أجل إعلان أى هدنة إنسانية، رغم مقتل فلسطينيين وهم يفرون من القصف والضربات الجوية الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، وتنامى هذا الاستياء من شأنه أن يؤثر على مساعى بايدن الديمقراطى لإعادة انتخابه رئيسا.

تجاهل بايدن لانتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين 

فى هذا السياق، قالت باحثتان مسلمتان أمريكيتان إن رد إدارة جو بايدن على العنف المأساوى لإسرائيل ضد سكان غزة يشير إلى أن الرئيس الأمريكى يبدى تجاهلا تاما لحياة العرب والمسلمين ولا يعتبرهم بشرا.
كتبت صدف جعفر، الباحثة والمحاضرة فى دراسات جنوب آسيا فى جامعة برينستون، وفريشتا طيب، العضو فى مجلس إدارة المؤسسة الأفغانية-الأمريكية مقالا فى موقع “ذا هيل” الأمريكى، أوضحتا فيه أن إعطاء بايدن الضوء الأخضر لاستمرار المآسى فى غزة وسعيه لتصعيد الحرب بمبلغ إضافى قدره 14 مليار دولار من الأسلحة لإسرائيل وعدم بذله أى جهود لوقف إطلاق النار “تجعلنا نستنتج استنتاجا واحدا مفجعا وهو أن إدارة بايدن لا ترى المسلمين بشرا”.

أشارت الباحثتان إلى أن السياسة الحالية لبايدن تجاه الفلسطينيين ليست هي المرة الأولى التي يظهر فيها الرئيس الأمريكى ازدراء لحياة المسلمين، فقد كان من المثير للصدمة رؤية الطريقة العشوائية القاسية التى نفذ بها الانسحاب من أفغانستان.

تأثير العرب والمسلمون بأمريكا على الانتخابات الرئاسية؟

عنصرية بايدن في حق فلسطين وأوكرانيا 

واستمرت الباحثتان لتقولا إن “سياسات بايدن التمييزية بين الحرب فى أوكرانيا وفلسطين توضح المنطق العنصرى الذى تقوم عليه”.
وقالتا أيضا إن المسلمين فى الولايات المتحدة اعتقدوا خلال الحملة الانتخابية لبايدن فى 2020 أنه من الممكن الوثوق بأن نهجه تجاه المسلمين سيكون عادلا ومتوازنا، لكنهم اُصيبوا بخيبة أمل صادمة.
وكان بايدن استطاع أن يعتمد على تحالف كبير من العرب والمسلمين فى انتخابات عام 2020، وشكل الناخبون منهم جزءا من تحالفه الانتخابى؛ إذ صوت أغلبهم لصالحه بسبب رفضهم لخصمه دونالد ترامب الذى كان قد بدأ عهده الرئاسى بفرض حظر على دخول المسافرين من دول مسلمة إلى بلاده، وصدرت عنه تصريحات أثارت قلق الكثير من المسلمين الأمريكيين ونفورهم.
على الجانب الآخر، نشرت مجلة “نيو ريببلك” الأمريكية مقالا أكد فيه اثنان من المسئولين الأمريكيين السابقين رفيع المستوى أن الفرق بين بايدن وترامب لا يزال هائلاً “ومهما كان انتقادنا لسياسة إدارة بايدن فى التعامل مع إسرائيل وغزة، فإن الأمل الوحيد فى التراجع عن الأخطاء الأخيرة وتحقيق نتائج إيجابيّة يكمن فى الحفاظ على القيادة الأمريكية الحالية، سيكون ترامب أسوأ بعدة مرات، وأكثر استيعابا للعناصر المتطرفة فى حكومة نتنياهو”.

سياسة بايدن هدايا اليمين الإسرائيلي

وتأكيدا لهذا التحليل ذكر تقرير نشره موقع “فوكس” الأمريكى للكاتب زاك بوشامب، أن السياسة الأمريكية فى إدارة ترامب كانت بمثابة قائمة من الهدايا لليمين الإسرائيلى، فقد تم خلالها صياغة “خطة سلام” دون مساهمة فلسطينية، كما استبعد الفلسطينيين من المفاوضات حول ما يسمى باتفاقات أبراهام، إلى جانب تحقيق الهدف الإسرائيلى المتمثل فى إحراز تقدم دبلوماسى مع دول عربية.

سياسة بايدن هدايا اليمين الإسرائيلي
سياسة بايدن هدايا اليمين الإسرائيلي

يضاف إلى ذلك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، والتخلي عن الموقف الأمريكي المستمر منذ عقود الذي يعتبر أن مستوطنات الضفة تشكل عائقا رئيسيا أمام السلام، وإزالة القيود المفروضة منذ فترة طويلة على إنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين فيها، كما نقل ترامب السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وأغلق المكتب الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية في واشنطن، وأغلق القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية.

معارضة “جاريد كوشنر” لسياسة بايدن

وفي سياسة ثابتة شدد عليها جاريد كوشنر (صهر ترامب) خلال ظهوره في جامعة هارفارد في فبراير أعرب عن معارضته الصريحة لمساعى بايدن الحالية لإقامة دولة فلسطينية كجزء من أى تسوية بعد الحرب على غزة.

معارضة "جاريد كوشنر" لسياسة بايدن
معارضة “جاريد كوشنر” لسياسة بايدن

يوضح الكاتب أن مستشاري ترامب يتبنون نفس الطرح، وليس هناك ما يشير إلى أنه يخطط لاختيار نوع مختلف عن هؤلاء المستشارين.

سياسة بايدن وترامب موحدة في التعامل مع الفلسطينيين 

لكن في الوقت نفسه تعامل بايدن مع الفلسطينيين كما فعل ترامب، ولم ينفذ وعده بإعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس، وكرس بايدن وكبار أعضاء إدارته القليل من الجهد لاستئناف عملية السلام، وغضوا الطرف عن أعمال العنف المتزايدة التى يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين العزل.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن هناك التزام أمريكي مبدئي من كافة الرؤساء والمسئولين الأمريكيين، خاصةً في الكونجرس الأمريكي بتقديم كافة أنواع الدعم العسكري والاستراتيجي والدبلوماسي لإسرائيل، بل وتمّ تشريع ذلك قانونيًا، فيما يخصّ الحفاظ على التفوق النوعى لإسرائيل على جيرانها في المنطقة والذي تلتزم به كافة الإدارات الأمريكية منذ السبعينيات وحتى الآن، وهو الدعم الذي أتاح لإسرائيل أن تصبح أكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية الأمريكية على مستوى العالم، بما يصل إلى حوالي 4 مليارات دولار سنويًا.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى