الهنود يدفعون ثمن الوعود الكاذبة بحياتهم في أوكرانيا

تقرير: زيزي عبد الغفار
أعلنت السلطات الهندية مؤخرًا عن كشف شبكة للتجنيد تستهدف إرسال الهنود إلى أوكرانيا، وقد أعلنت الجهات الأمنية في الهند أن 35 شخصًا سقطوا في فخ هذه الشبكة، حيث تم جذبهم إلى مناطق النزاع العسكري في أوكرانيا بوعود بالعمل أو المساعدة في الالتحاق بالجامعات الخاصة في روسيا.
أفادت وكالة رويترز أن المكتب الجنائي المركزي في الهند أعلن كشف شبكة من المجندين الذين وعدوا المواطنين الهنود بوظائف عمل في روسيا ومساعدتهم في تمديد تأشيراتهم مجانًا، لكنهم في النهاية وجدوا أنفسهم في مناطق الصراع في أوكرانيا.
قامت الجهات الأمنية بعمليات تفتيش في عدة مدن هندية، بما في ذلك نيودلهي ومومباي، وقامت بتوقيف عدد من المشتبه بهم وصادرت مبلغًا قدره 50 مليون روبية نقدًا (605 ألف دولار).
شبكة تجنيد هندية توهم الشباب بفرص دراسية ووظائف في روسيا
وبحسب المعلومات الواردة من المكتب الجنائي المركزي، كانت شبكة التجنيد تعمل في عدة ولايات هندية، حيث كانت تستخدم “وكلاء محليين” وشبكات التواصل الاجتماعي للعثور على شباب مناسبين، وقدمت لبعضهم المساعدة في الالتحاق بالجامعات الخاصة في روسيا وتمديد تأشيراتهم مجانًا.

وقد وعدت على الأقل شخصين بوظائف “مساعدين” في الجيش الروسي، ووفقًا للمكتب، توفي هذان الرجلان، وقد أكد ذلك أقاربهما.
أفادت صحيفة “هندو” بوفاة محمد أسفان، الذي أتى إلى روسيا بدعوة من مدون يوتيوب يدعى بابا فيلوغز، وقد أكدت السفارة الهندية وفاته دون توضيح الظروف.
تعرض عدة مواطنين هنود لجروح خطيرة في مناطق العمليات العسكرية نتيجة للخداع الذي تعرضوا له، وفقًا للمكتب الجنائي المركزي، حيث تم إرسال 35 شخصًا إلى روسيا وفق هذه الخطة.
وكانت وزارة الخارجية الهندية قد أعلنت سابقًا أن بعض المواطنين الهنود تم فصلهم مبكرًا من الجيش بعد التواصل مع السلطات الروسية. تم توجيه استفسار من قبل “ريبورترز” إلى إدارة المعلومات والصحافة في وزارة الخارجية الروسية.
جهود هندية لمكافحة شبكات الاحتيال
تسببت هذه الوقائع في صدمة كبيرة للمجتمع الهندي، حيث أثارت قضية الاستغلال والخداع الذي تعرض له الشباب الهندي في قضية تجنيدهم للانضمام إلى النزاعات الخارجية. ومن المثير للقلق أن هؤلاء الشباب كانوا يسعون إلى فرص العمل والتعليم في الخارج، لكنهم وقعوا ضحية لأنشطة غير قانونية وخادعة.
تعكس هذه الحوادث حالة من عدم الوعي والتهور في التعامل مع الفرص الوظيفية والتعليمية في الخارج، وتجلب الضوء على ضرورة تعزيز الوعي والتثقيف بين الشباب حول مخاطر الوقوع في فخ العروض غير المشروعة والوعود الزائفة.
تواجه الحكومة الهندية الآن تحديًا جديدًا في مواجهة هذه الظاهرة، حيث يتعين عليها تكثيف جهودها في مكافحة الاحتيال والتجنيد غير القانوني، وتوعية المواطنين بأهمية التحقق من صحة العروض قبل الاستجابة لها.
ويجب أيضًا على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل مشترك لمكافحة الشبكات الإجرامية التي تستهدف الشباب وتستغل حاجتهم ورغباتهم في تحسين حياتهم، وذلك من خلال تبادل المعلومات والتعاون في التحقيقات الجنائية الدولية.
في النهاية، تظل قضية استغلال الشباب وتجنيدهم في النزاعات الخارجية تحتاج إلى استجابة شاملة من الحكومات والمجتمعات المعنية، لضمان حماية حقوق ومصالح الشباب والحفاظ على سلامتهم وأمنهم.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
