سيناريوهات استهداف الكابلات البحرية للإنترنت.. التداعيات والمخاطر

تقرير: علي عبدالجواد
منذ الإعلان عن غرق السفينة روبيمار في أعماق البحر الأحمر وتسببها في قطع بعض الكابلات البحرية الرابطة فيما بين آسيا وأوروبا عبر شبكة الانترنت، والتحذيرات تتعالى بشأن ما قد يتسبب فيه الصراع في البحر الأحمر من أخطار بشأن قطع الكابلات البحرية، رغم النفي الرسمي الحوثي بعدم الرغبة في استهداف الكابلات البحرية وتحميل الولايات المتحدة مسؤولية تضرر الكابلات نتيجة عسكرة البحر الأحمر.
مسئولية تضرر الكابلات البحرية.. من يتحملها؟
خلال الأسبوع الماضي وبعد إعلان غرق روبيمار فإن حجم الخسائر في الكابلات البحرية قُدرت بما يوازي 25% من إجمالي الكابلات الواصلة فيما بين آسيا وأوروبا.
تداولت اتهامات أمريكية للحوثيين باستهداف الكابلات البحرية عبر إغراق السُفن في قاع البحر الأحمر، واستخدام ملف قطع الانترنت لتحقيق انتصار في الحرب ضد الولايات المتحدة.
نفت وزارة النقل في حكومة صنعاء في الثالث من مارس علاقتها تلف الكابلات البحرية للإنترنت في البحر الأحمر، وأكدت حرص اليمن على أمن وسلامة الكابلات البحرية في المياه اليمنية.

أكد وزير الاتصالات بحكومة صنعاء في الرابع من مارس بأنه يتعين على سفن الكابلات البحرية ان تاخذ اولا تصريح من الشؤون البحرية بصنعاء قبل دخولها المياه الإقليمية اليمنية.
خرج مسئولون حوثيون ليؤكدوا بأنه طبقاً لتقرير روسي فإن مسؤولية تضرر الكابلات البحرية تقع على الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تعمدتا قطع الكابلات البحرية لتبرير تشكيل تحالف دولي ضد الحوثيين في البحر الأحمر بعد فشل تلك الجهود خلال الأسابيع الماضية.
سيناريوهات انقطاع الانترنت والتداعيات المُحتملة:
تشير التحليلات بتنبؤ مزيد من التضرر لكابلات الانترنت إذا ما تم استهداف مزيد من السفن وإغراقها في أعماق البحر.
تؤكد النداءات الدولية بأن غرق روبيمار من الممكن أن يفاقم من مشكلة انقطاع الكابلات البحرية ويُعطل جهود حل مشكلة انقطاع الكابلات.
يؤكد تصريح وزير الاتصالات في حكومة صنعاء بأن سُفن الكابلات البحرية مُستهدفة هي الأخرى من جانب الحوثيين، وهو ما يعني نية حوثية مُبيتة لمفاقمة الأزمة ثم إلقاء اللوم على الولايات المتحدة.
استنتاجات:
يبدو بأن المسؤولية عن قطع كابلات الانترنت هي مسؤولية مشتركة فيما بين طرفي الصراع في البحر الأحمر.
من المحتمل استخدام الولايات المتحدة لورقة قطع كابلات الانترنت واتهام الحوثي بالضلوع في تلك الجريمة من أجل شرعنة موقف الولايات المتحدة ومحاولة كسب تعاطف ودعم دوليين بعدما صرح مسؤولون أمريكيون على رأسهم بايدن، بأن استراتيجيات الحرب الأمريكية ضد الحوثي لا تجدي نفعاً.
تُمثل أزمة انقطاع الإنترنت واحدة من الأضرار الكثيرة التي خلفتها المغامرة الحوثية في حرب البحر الأحمر بخلاف الأضرار البيئية وإغراق السفن التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر وخفض عوائد قناة السويس وقطع أرزاق الصيادين اليمنيين، وهو ما يؤكد بأن الجماعة تتعامل باستراتيجية المراكب المحروقة وتغامر بلا خوف أو رجعة نتيجة عدم امتلاكها شيئاً تخشى خسرانه في أي مواجهة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
