إبداعات عربيةعاجل

لدغات خلية نحل “طه حسين” ورم أصاب ساسة تشدقوا بالليبرالية!

 

تقرير: أبوبكر عبد السميع

عجيب أمر معركة كتاب ” الشعر الجاهلي ” غريب شكل تلك التصرفات التي أحاطت بها ، مضحك شأن الكوميديا التي ظهرت علي مسرح الأحداث وكأننانشاهد فصلا مسرحيا عمائر تتطاير وطرابيش تتنازع وبرانيط انجليز يقفون في كمبوشة المسرح لتلقين هذا وذاك ، ومثقفون أمرهم عجيب غريب مريب ،منهم من يمسك العصا من المنتصف ومنهم من يتخذ موقفا مصلحيا يبحث عن منفعة خاصة ،ساس يضربون في حلبة ملاكمة بعيدا عن قانون اللعب يضربون تحت الحزام، استعجالا للضربة القاضية للفوز المزيف ، لحظة صدور كتاب الشعر الجاهلي المؤلف يسافر إلي إيطاليا غير متوقع لموجات غضب علي غضب حالة جماعية غضبي٠

تأثير كتاب ” في الشعر الجاهلي” على الساحة السياسية والثقافية في مصر

فالدكتور طه حسين ١٨٨٩/ ١٩٧٣ المدرس بالجامعة المصرية جامعة القاهرة، ألقى محاضرات على طلبة كلية الاداب بالجامعة عن الشعر الجاهلي واتخذ أسلوب الشك الديكارتي، ثم قام بجمع المحاضرات في كتاب عنوانه ” في الشعر الجاهلي ” وذلك في شهر مايو سنة 1926.

كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين

قامت القيامة حدثت الضجة الكبري بعد النسخة الأولي ببوق المطبعة ،الأزهر هاج وماج ،الساسة تلقفوها فالتقموها غضبة عنترية وظيفة مكلمة استعراضية في البرلمان وسعد زغلول ١٨٥٩ / ١٩٢٧ رئيس البرلمان يتعارك مع عدلي يكن ١٨٦٤ / ١٩٣٣ رئيس الوزراء، بينما النار تتحرك علوا ، فيقوم الأزهريون بتظاهرة طويلة عريضة منظمة حينا عشوائية أحيانآ وطه حسين يكاد يحط بترحاله واسرته علي أرض إيطاليا إذ تأتيه برقية تلغرافية فحواها ” عرض علي البرلمان كتابك الأخير ،ناقش البرلمان طردك من الجامعة ،هدد رئيس الوزراء بالاستقالة ،تدخل سعد زغلول ،أحيل الموضوع إلي النيابة العامة ٠ النيابة تطلبك للتحقيق معك ٠٠٠ تلغراف من محمد المرصفي “.

مواجهة شرسة بين طه حسين وسعد زغلول والأزهر

يحتار طه حسين أيعود علي وجه السرعة أم يتريث في أمر الرجوع إلى مصر، فالذين حذروه من العودة قالوا له : ان الغوغاء والدهماء لن يتركوك فقد أهدر بعض علماء الدين دمك وذهبوا إلي دار سعد زغلول ” بيت الأمة ” فطلاب الأزهر أقسموا الا يبرحوا الأرض حتي يطرحوا طه حسين أرضا أو يقتلوه ومن قبل فصله من الجامعة فهو يدرس الإلحاد ! والذي يقلق في الأمر موقف سعد زغلول التحريضي من الكتاب وصاحبه فقد خرج سعد من شرفة بيته وأطل برأسه علي الجماهير المحتشدة وعاوده الحنين إلي أحداث ثورة ١٩١٩ التي وصفها وهو في محطة مناورته السياسية مجاملا الملك فؤاد والانجليز وقال في البداية عن ثورة ١٩أنها : أحداث شغب في شغب ” ومن هنا من خلفية سبع سنين مضت ومن وجود حدث حديث قال سعد مجاملا طلاب الأزهر الغاضبين وبعض المواطنين المتجمعين في الزيطة( إن مسألة كهذه لايمكن أن تؤثر في هذه الأمة المتمسكة بدينها، هبوا أن رجلا مجنونا يهذي في الطريق فهل يضير العقلاء شيئا، إن هذا الدين متين ،وليس الذي شك في الدين زعيما ولا إماما حتي نخشي من شكه علي العامة ،فليشك ماشاء ،ماذا علينا إذا لم يفهم البقر؟!).

مواجهة شرسة بين طه حسين وسعد زغلول والأزهر

استمع طه حسين قول من سطروا له بمجريات الحوادث عقب صدور الشعر الجاهلي كما عرف ان سعدا ينتقم لنفسه وفرح طه حسين بموقف عدلي يكن رئيس الوزراء ودور أحمد لطفي السيد ١٨٧٢. / ١٩٦٣ مدير الجامعة المصرية وعبد الخالق ثروت ١٨٧٣ / ١٩٣٣ رئيس الوزراء فيما بعد فهؤلاء الثلاثة وقفوا مع طه حسين وتمترسوا معه في مواجهة معركة تريد النيل من طه وتخلق عراكا ليس في ميدانه فالميدان المفروض أن يكون خلف أسوار الجامعة وليس داخل سرادق السياسة ، هي معركة خطيرة غابت عنها الضمائر والموضوعية العلمية!

كيف تعامل طه حسين مع المثقفين والعلماء الدينيين؟

عرف طه حسين نوازع سعد زغلول وخبث موقفه وعلم موقف بعض علماء الدين والبحث عن زعامة كما اختبر طه حسين مواقف المثقفين ومن الموقف الأخير توجس طه حسين خيفة ،إذ أنه في ظنه يريد انتعاش البحث وامتداده بحرية التناول ،أسر طه حسين مواقف البعض في نفسه ،لكنه قر ر يحارب تدريجيا تكتيكيا ،فقرر وهو في خارج المملكة المصرية أن يهدأ من ثورة الأزهريين وأن يخفف بعض الضغوط المناوئة داخل الجامعة ويقلل من حراك حرج عدلي وثروت ولطفي فأرسل إلي أحمد لطفي السيد هذا الخطاب ( كثر اللغط حول الكتاب الذي أصدرته منذ حين باسم الشعر الجاهلي وقيل إني تعمدت فيه إهانة الدين والخروج عليه وإني أعلم الإلحاد في الجامعة ، وأنا أؤكد لعزتكم إني لم أرد إهانة الدين ولم أخرج عليه وما كان لي أن أفعل ذلك وأنا مسلم مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر ٠٠وأنا أرجو أن تتفضلوا فتبلغوا هذا البيان لمن تشاءون وتنشروه ٠٠ وأن تقبلوا تحياتي الخالصة واجلالي العظيم).

ظن طه حسين أنه بهذا الصنيع يطفئ النار التي يشعلها سعد زغلول وبرلمانه وحزب الوفد ومريدوه وأصحاب مدرسة الأدب المحافظ وكذا الشاعر الذي لايهمه الشعر جميعه وليس الشعر الجاهلي خاصة؛ لكنها لم تخمد النار بل تشتعل لم تتوقف حتي لو كانت الرماد الراقد فوق جذوة النار او تسكن الريح.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى