حقيقة هروب رئيس فنزويلا بعد تهديد ترمب

التقطت العدسات  مكان نيكولاس مادورو وهو يحتسي القهوة علناً  لحظات تاريخيّة في قلب العاصفة التى أثيرت حول هروبه خارج البلاد.

ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس  علنًا، للمرة الأولى منذ عدة أيام، واضعًا حدًّا لموجة واسعة من التكهنات التي انتشرت في البلاد بشأن احتمال مغادرته فنزويلا، في ظل التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة.

جاء ذلك وفق تقرير نشرته شبكة CNN  الإخبارية التي أكدت أن غياب مادورو العلني منذ الأربعاء الماضي أثار تساؤلات واسعة حول مكانه ومصيره السياسي.

كيف بدأت القصة ؟ .. غياب مفاجئ ثم عودة غير متوقعة.

وفقًا لـCNN، لم يظهر مادورو علنًا منذ آخر مقطع نشره على قناته في تيليغرام، حيث كان يقود سيارته داخل كاراكاس. هذا الغياب غير المعتاد أثار موجة من التكهنات في الشارع الفنزويلي، خصوصًا في ظل توترات سياسية وأمنية متصاعدة مع واشنطن.

لكن يوم الأحد، قطع مادورو كل الشكوك بظهوره في حفل توزيع جوائز القهوة المتخصصة السنوي في بلدة ميراندا قرب العاصمة.

ظهور “هادئ” وسط أزمة متصاعدة : 

خلال الحفل، جلس مادورو بين الحضور، ووزّع ميداليات على منتجي القهوة، وتذوّق عدة أنواع منها، بينما قدّم كلمات قصيرة لم تتطرق مباشرة إلى التوتر الحالي مع الولايات المتحدة.

لكنه ختم ظهوره بعبارة لافتة قال فيها إن فنزويلا: غير قابلة للتدمير لا يمكن المساس بها لا تُقهر .. تصريحات اعتبرها مراقبون بحسب تقرير CNN إشارة ضمنية إلى التوترات الأخيرة مع واشنطن.

أزمة مع واشنطن : سفن حربية وجنود ومخاوف متبادلة :

التوتر تصاعد بعدما اتهمت الولايات المتحدة الحكومة الفنزويلية بالتورط في شبكات تهريب مخدرات. ووفق CNN، نشرت واشنطن أكثر من 12 سفينة حربية وما يقرب من 15 ألف جندي في منطقة البحر الكاريبي، في إطار ما تقول إنه “عملية لمكافحة تهريب المخدرات”.

أما كراكاس، فترى أن هذه التحركات محاولة للضغط على مادورو للتنحي.

ترامب يؤكد المكالمة دون كشف التفاصيل

بعد لحظات من ظهور مادورو، أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين أنه تحدّث بالفعل مع الزعيم الفنزويلي عبر الهاتف، لكنه رفض الإفصاح عن مضمون المكالمة، مكتفيًا بقول: لا أريد التعليق على ذلك… الجواب هو نعم.”

حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من مادورو أو حكومته حول محتوى الاتصال ، كما رفض خورخي رودريغيز، رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، مناقشة المكالمة خلال مؤتمره الصحفي، مؤكداً أن تركيزه ينصبّ على التحقيق في الضربات البحرية الأمريكية الأخيرة.

ظهور مادورو العلني جاء في لحظة حساسة، بين تصعيد أمريكي وتحركات عسكرية في المنطقة، وبين غياب أثار التكهنات ومع تأكيد ترامب حصول المكالمة، ورفض الطرفين كشف تفاصيلها، تبقى المرحلة المقبلة مفتوحة على احتمالات سياسية ودبلوماسية مكثّفة .